الى التي لم تتزوج بعد وجعلت الهم رفيق حياتها
إلى كل فتاة جعلت الهمّ رفيقها واغلقت ابواب الامل على قلبها وغلفت بالحزن بصيرتها وجعلت اليأس يدبُّ في نفسها، وكل هذا لأن لا احد دق بابها ولا احد طلب يدها للزواج بعد
رفقا بنفسك أيتها الكريمة.. فالزواج ليس فرضا من الفرائض الخمس بل هو سنة الحاة يكتبها لمن يشاء، ويرزق بها من يشاء، ولا راد لقضاء الله، فكم من عالم وعالمة أثروا التاريخ الإسلامي بالأبحاث والكتب، ولم يكتب الله لهم أن يتزوجوا، ومع هذا ذاع صيتهم، وخلفوا وراءهم كنوزا فكرية ثمينة، ولم يقلل هذا من شأنهم أبدا.
لماذا تعتزلين الناس؟ أو تكونين معهم بقلب حزين يائس، وكل ذلك بسبب عدم زواجك، وهذا فيه اعتراض على قضاء الله، فيا أختي..
لا تدرين ! قد يكون في بقائك دون زواج رحمة بك، فاشكري الله على أي حال، ولا تحزني أو تعتزلي الناس، فهذا معناه شعورك بالنقص وكأن عدم الزواج يخل في عقيدتك أو ينقص من إيمانك وكرامتك.
لن أنسى الجانب الهام، والذي هو سبب رغبة الفتيات في الزواج، وهو الإنجاب وإشباع عاطفة الأمومة بداخلها، وهنا أيتها الكريمة أتمنى منك أن تنظري حولك وتَرَيْ حال من تزوجت وقدر الله عليها عدم الإنجاب، تخيلي شعورها وكيف هو حالها؟فهي والله في شقاء وعذاب لأنها حُرمت من شيء هام، تسعى له كل امرأة، والحزن يملأ نفسها بالتأكيد، والله يرحم حالها ويفرج عنها، ويرزقها بالذرية الصالحة.
أختاه .. أليس حالك أفضل من حالها، فأنتِ محرومة من هذه العاطفة، بينما تلك المرأة محرومة وفوق ذلك تشعر بالحزن، لأنها سبب في حرمان زوجها من عاطفة الأبوة، وهذا يُشكّل ضغطا نفسيا كبيرا عليها.
إن كنتِ تشعرين بأن عمرك يمضي ويحترق، فاجعليه يحترق كالشمعة التي تحترق لتنير الدرب للآخرين، وهدفها ابتغاء وجه ربٍ كريم.
أختاه..
لا تبالي بتلك الأوصاف التي تطلق عليك بايرة عجوزة ووووفالعنوسة الآن تشمل الشباب قبل الفتيات
وسبحان من يوزع الأرزاق كما يشاء، وغيرهن كثيرات من تزوجن وهن في منتصف الثلاثينات بل وحتى في الأربعين، وعشن في سعادة وهناء، فليس المهم طول الحياة الزوجية، المهم وقت السعادة الحقيقية فيها.
أختي..
اجعلي كلمة عانس رمزا لعزتك وافتخارك بنفسك، ولا تجعليها خنجرا مسموما تغرسينه بيديك في قلبك..
إن شعر الآخرون بعظم شخصيتك ونجاحك وعلو قدرك، فسيخجلون من توجيه هذه الكلمة لك، ولو حدث ووجهوا لك هذه الكلمة.. فهذا لن يهز ثقتك بنفسك وثقتك بمن خلقك وصورك وشق سمعك وبصرك، فمن أنعم عليك بهذا قادر على أن ينعم عليك بما هو خير لك.
أختي الكريمة..
بأي عمر كنتِ، في العشرين أو الثلاثين أو الأربعين أو حتى أكثر، أتعلمين بماذا أشبه حالك؟ حالك كحال تلك اللؤلؤة الثمينة، الساكنة في أعماق البحار، لا أحد يراها، فهي محفوظة في تلك الأصداف، والتي لم تستخرج بعد!
وأقول (بعد) لأنه لم يأت ذلك الصياد الماهر الذي يعرف كيف يستخرج الجواهر الثمينة، أو بسبب وجودها في أماكن بعيدة وعميقة يصعب على الصيادين الوصول إليها.
وما أكثر اللؤلؤ الذي لم يُستخرج بعد من أصدافه، لأي سببٍ كان، فهل يعني هذا بأنه رخيص أو ثمنه قليل؟
يا أختي الكريمة..
فافرحي، واخرجي للناس، وارفعي رأسك عاليا ليس من أجل العباد، بل من أجل رب العباد، واملئي قلبك بالعزة والرضى بقضاء الله..
واجعلي هذا اليوم هو البداية الحقيقة لك، وتوجهي فيه لله، وادعيه أن يعينك على ذكره وشكره وحُسن عبادته، وأن ييسر أمرك، ويفقهك في أمور دينك، ويجعلك نورا لمن حولك، وأكثري من هذا الدعاء وردديه صباحا ومساء (اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك).
وفق الله فتيات وشباب الإسلام لما فيه الخير في دينهم ودنياهم.
منقول