كيف يمكننا القول أو الحكم على زواج أنه ناجح، ربما من الوهلة الأولى التي نرى فيها زوجين يضحكان و يبتسمان و متوافقان أمام الآخرين، نقول أنهما يحظيان بزواج ناجح، و بسرعة نقول أنهم الزوجين المثاليين…
لكن لا يمكننا أبدا أن نحكم على زواج أنه ناجح إن لم نعش بداخل هذه العلاقة و أن نتعرف إلى أدق التفاصيل التي تجمع بين الرجل و امرأته، لأنه ربما مهما بدت لنا السعادة تعمهما فهذا لا يدل دائما على عمق السعادة الحقيقية التي يجب الوصول إليها.
لأن البشر ممثلون بارعون يتقنون الأدوار، و يستطيعون إيهام الآخر بسهولة بأشياء ليست أبدا موجودة.
إذن الزواج الناجح يتحدد لدى الزوجين قبل أن يتحدد لنا و هما الوحيدان القادران على فهم مدى نجاح زيجتهما من فشلها و مدى العمق الذي يخلق لديهما ذلك الحب و الترابط، و أيضا إلى أي مدى يشعران معا أنهما مكملان لبعضهما لا من ناحية الأفكار و الآراء، بل حتى التوافق العاطفي و الجنسي.
الزواج الناجح عندما يشعر الطرفان أنهما لا يستطيعان التخلي عن بعضهما البعض، بكل بساطة لأن الحياة لا تكتمل إلا بتواجدهما معا، و عندما يفهمان بعضهما حتى قبل أن يتكلما و أن تكون كل الحياة و كل السعادة بين أيديهما، هنا يكمن معنى السعادة و هنا يكننا القول أنهما وصلا فعلا إلى درجة تجعل زواجهما أنجح زواج على الإطلاق.