أولاً : حتى يعيش كلا الزوجين حياة سعيدة وهنيئة وجب الالتزام بأمر الله وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في البحث عن الزوجة التي ستكون شريكة للزوج في الحياة الدنيا وكذلك السؤال عن الزوج والذي سيكون شريك لزوجه في هذه الدنيا ، فإذا التزما ذلك فإنهما لن يضلا ولن يشقيا في حياتهما وكذلك في آخرتهما ، لقوله تعالى { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى }
ومن أعرض عن هذا وكان همهما الجاه والمال والجمال وقدماه على الدين كانت المعيشة الضنكا لقوله تعالى { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً } والضنك هو الشقاء والهم والغم والعياذ بالله .
*- ما المواصفات التي وجب أن تكون بالمرأة التي يراد السكن إليها والتي حثَّ عليها الشارع الحكيم ؟ قال عليه الصلاة والسلام " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " متفق عليه .
وجب على الناكح أن يختار ذات الدين ليبن بها ، ولا بأس أن يجتمع الجمال مع الدين فهو حري لدوام المودة والمحبة بينهما .
في المقابل وجب أن يتوفر هذا في الزوج ، فإذا جاء خاطب لولي فتاة فلا يقدم المال والجاه والنسب وكذلك لا تقدم الفتاة الجمال على الدين ، فتكون المعيشة الضنكا ، وإنما يتحرى ولي الأمر لوليته في زوج المستقبل : الدين والخلق ، فرب أن يكون الرجل صاحب دين ولكن لم يمكنه في قلبه أو لم يأخذه كاملاً والذي من أعلى مراتبه حسن الخلق ، فيفقد هذه الخصلة العظيمة وهي : حسن الخلق
قال صلى الله عليه وسلم : إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " . صحيح الجامع
*- فما هو الحق للزوج على زوجته ؟
1- المطلوب من المرأة أشياء بسيطة كي تفوز بجنة عرضها السماوات والأرض ، منها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " صحيح الترغيب .
2- فالمرأة بعد زواجها يصبح زوجها هو جنتها ونارها وطاعته من طاعة الله ومعصيته من معصية الله ، ولكن لا يطاع إذا أمر بمعصية ، فقال عليه الصلاة والسلام " لا طاعة ( لبشر ) في معصية الله إنما الطاعة في المعروف " الصحيحة
وجاء عن حصين بن محصن رضي الله عنه أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها أذات زوج أنت قالت نعم قال فأين أنت منه قالت ما آلوه إلا ما عجزت عنه قال فكيف أنت له فإنه جنتك ونارك " صحيح الترغيب
3- جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " أتى رجل بابنته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيعي أباك فقالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته قال حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه صديدا أو دما ثم ابتلعته ما أدت حقه قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكحوهن إلا بإذنهن " صحيح الترغيب
*- وجاء أيضاً : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أنا فلانة بنت فلان قال قد عرفتك فما حاجتك قالت حاجتي إلى ابن عمي فلان العابد قال قد عرفته قالت جاء يخطبني ، فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإن كان شيئا أطيقه تزوجته قال من حقه أن لو سال منخراه دما وقيحا فلحسته بلسانها ما أدت حقه لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت الدنيا " صحيح الترغيب
4- وقال عليه الصلاة والسلام " والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لم تمنعه " صحيح الترغيب
5- تُحرم المرأة الناشز على زوجها حلاوة الإيمان لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب " صحيح الترغيب .
6- ملكة الحور العين المرأة المطيعة لله ثم لزوجها ، قال عليه الصلاة والسلام " ألا أخبركم بنسائكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال ودود ولود إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى " صحيح الترغيب .
7- ألا تصوم صيام تطوع إلا بإذنه " قال عليه الصلاة والسلام " لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " رواه البخاري ومسلم
8- تحرم المرأة الناشز من نظر الله إليها ، قال عليه الصلاة والسلام " لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه " صحيح الترغيب
9- المرأة الناشز أهل السماء يسخط عليها ، قال عليه الصلاة والسلام " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا " صحيح الترغيب .
*- وقال أيضاً " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح " رواه البخاري ومسلم وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " .
10- لا تُرفع صلاة المرأة الناشز إلى الله تعالى ، قال عليه الصلاة والسلام "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع " صحيح الترغيب
11- ولتحذر النساء حيث انهن أكثر أهل النار بسبب كفران العشير ، قال عليه الصلاة والسلام " رأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا لم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط "
12- وكذلك لأنهن يكثرن اللعن
13- ولهذا كان رسول الله يتعوذ بالله من زوجة تشيبه قبل المشيب ، " فكان من دعاءه صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن زوج تشيبني قبل المشيب ومن ولد يكون علي ربًّا ومن مال يكون علي عذابا ومن خليل ماكر عينه تراني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها " الصحيحة
14 – كيف تشيبه قبل المشيب ؟ قال عليه الصلاة والسلام " ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة فمن السعادة المرأة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ومن الشقاوة المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق " الصحيحة
15- لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها من غير علة ، قال عليه الصلاة والسلام " أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة " صحيح أبي داود – فكيف بنا نحن هذه الأيام في كل صغيرة وكبيرة نساؤنا يطلبن الطلاق من أزواجهن من غير بأس إلا ما رحم ربي .
16- ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم " الأعصم هو أحمر المنقار والرجلين ،وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
17- لا تخرج إلا بإذنه ، ولا تنفق إلا بإذنه ، لا ترضع إلا بإذنه ، لا تأذن لأحد بدخول بيته إلا بإذنه
قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع " ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن " ومعنى قوله عوان عندكم يعني أسرى في أيديكم " صحيح الترمذي .