من المعروف أن الزوجان يتبادلان مشاعر الحب و المودة، فيما بينهما، إلا أنهما ينسيان صفة العطف التي يجب أن يتصف بها كل منهما، إذ يجب على الزوجة أن تشفق على زوجها وترحمه، وعليه هو كذلك بالمثل…
فالزوج يشعر بالحزن و الكآبة كلما مرضت زوجته، أو تعرضت لأي مكروه، فيقلق عليها ويظهر ذلك واضحا من خلال تعابير وجهه، وكلمات لسانه، و لمسات أنامله، وبالتالي يمنع الأولاد من إزعاج أمهم، وينصحهم بالابتعاد عنها أثناء لعبهم، حتى يوفر لها جوا هادئا مريحا، يساعدها على الشفاء و التحسن.
و تقوم الزوجة هي الأخرى بنفس الأشياء حينما يتعرض زوجها للمرض، فتسعى جاهدة لكي توفر له الراحة و كل ما يحتاج إليه ليتعافى، كما تسهر على رعيته و الاعتناء به، و لا تقف عن ترديد الأدعية ، حتى يتعافى بوجهها الحزين المليء بتعابير الحزن والشفقة و الحب الخالص.
يجب على الزوج دائما أن يحرص على راحة زوجته، و ذلك بالتخفيف عنها بعضا من أعباء المنزل، و بدعوة الأبناء إلى مساعدتها، و بنصحها بأن تقلل من إرهاق نفسها، فالصحة لا تدوم، خوفا منه على صحتها. و على الزوجة كذلك ألا تتردد في أن تدعو زوجها للاعتناء بصحته، و التقليل من ساعات العمل الإضافي، و بأنهها ستعمل على التخفيض من المصاريف حتى لا يضطر إلى هذه الساعات الإضافية،
فصحة زوجها أغلى بالنسبة إليها من كل كنوز الدنيا.
على الزوجين أن يحاول كل منهما مساعدة الآخر، و محاولة التخفيف عنه، وليس من العيب في شيء أن يساعد الزوج زوجته في تربية الأبناء، أو الاعتناء بهم خارج المنزل فترات النزهة، و أن يحملهم بدلا من أمهم التي لا تقوى على ذلك لمدة طويلة.
إن هذه الشفقة المتبادلة بين الزوجين، إنها لصفة عظيمة، تدخل البهجة و السرور على كل منهما، و تدخلهما الجنة من أوسع أبوابها.
لذا على كل من الزوج و الزوجة أن يشفق كل منهما على الآخر، و أن يرحمه، في الدنيا حتى يحمهم الله هما الاثنان غي الآخرة.