ي الأسابيع أو الأشهر الأولى التي تلي الزواج، تجد أن كل ما يشغل بال الزوج هو زوجته يشتاق لها ،تجدها يأتي من العمل مباشرة لمنزله ليجلس معها يحدثها …و الزوجة كذلك ففي السنوات الأولى أو بالأحرى السنة الأولى للزواج يكون الزوج هو شغلها الشاغل تفعل أي شيء لتسعده و لتظهر أمامه بمنظر جميل دائما متأنقة و متألقة.
إلا أنه و بعد مرور الأيام و السنوات و بعد أن يأتي الأولاد تتغير تلك العلاقة كليا ،حب الزوج يعوضه حب الأبناء لدى الأم،و الأب كل ما يشغل باله هو توفير كل ما يحتاجه الأبناء و الأسرة الناشئة،و كل حديث الزوجين يدور عن الأبناء مادا فعلو اليوم أين ذهبوا و عن طلباتهم التي لا تنتهي.و لم يعد لتلك اللهفة بين الزوجين أي وجود الأم تهمل نفسها و الأب يتجه للمقهى مباشرة بعد العمل هروبا من المنزل و ضجيج الأطفال.
أما العلاقة الحميمة بين الزوجين و تلك اللهفة فلم يعد لها وجود،و تصبح كل تلك الأمور ثانوية ،لكن المشكل يكمن هنا و هدا ما يخلق الملل في الحياة الزوجية، فتلك العلاقة الخاصة و الحميمية التي كانت تربط هؤلاء الزوجان لم يعد لها وجود و يصبح الفتور هو سيد الموقف،لكن دلك الفتور و دلك التغير من يحمل مسؤوليته هل لكون رغبة الزوج قد قلّت أو فترت لأن حبه لزوجته قد قلّ؟ أو لأن الزوجة قد أهملت ولم تعد تهتم بنفسها؟ أم أن ما حدث للزوجة كان ردّ فعل لإهمال زوجها وعدم اكتراثه؟ حيث انشغل ولم يعد يهتم بها، بالرغم مما تبذله من زينة واستعداد، ولا تجد من الزوج حتى تعليقا مريحا أو ملاحظة جميلة حتى ملت الزوجة هي الأخرى وأهملت نفسها، أم هي مسؤولية مشتركة من الطرفين؟
فما لا يعرفه الكثيرون أن تلك اللحظات التي يقضيها الشريكان مع بعضهما كفيلة بإزالة التعب والهموم وتجديد الحب والنشاط والحيوية إن أُحسن استغلالها..
و تعتبر المشاكل التي يعيشها الزوجان في حياتهم اليومية السبب الأول في فتور العلاقة الزوجية ،و خصوصا إن لم يتم مناقشة و محاولة هده المشاكل بالإنصات إلى الطرف الآخر،فمناقشة الأمور بين الزوجين تعد الحل الأول لجميع المشاكل،كما أنه لا بد للزوجين محاولة قضاء بعض الوقت معا و محاولة تجديد الحب بينهما و استرجاع الحب الذي قد نسياه ،كما يمكنها التجديد في هده العلاقة بالسفر معا و إدخال التغيير إلى بيتهما و لما لا يسافران معا بين الفينة و الأخرى و لا بأس بترك الأولاد عند أحد من أفراد العائلة .
فغداء الحياة الزوجية هو الحب و الود بين الزوجين و إن افتقدت الحياة هده الأمور تفقد معناها السامي فلا بد على الزوجين الحفاظ على تلك شعلة الحب مشتعلة.